JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

جميع مواقف المفكر محمد المختار الشنقيطي حول النزاع في الصحراء المغربية.



الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين -رحمه الله- هو الذي ورط المنطقة المغاربية كلها في صراع عدمي مسموم، حين رحب علنا ومرارا على تسليم ‎الصحراء الغربية للمغرب وموريتانيا، ثم غير رأيه، ودعم حركة انفصالية فيها، فسمم العلاقة بين المغرب والجزائر لنصف قرن، وأعاق اتحاد المغرب العربي.

 

‏لا فائدة من الجدل التاريخي حول حدود رسمها الاستعمار رغم أنف أهل الأرض. لكن يجب التمسك بأي مكسب وحدوي خرج من أيدي المستعمرين، وسلِم من عبثهم. ذلك هو السبب الجوهري في تمسكي بمغربية ‎الصحراء الغربية، وضرورة بقائها ضمن حدود المغرب. وليس في الأمر أي تحيز لدولة ضد أخرى فكلهم أهل وأحبة.

 

‏الحل الوحيد للنزاع على ‎الصحراء الغربية هو حكم ذاتي ضمن الدولة المغربية، وفك الاشتباك بين ‎المغرب و ‎الجزائر، تمهيدا لوحدة مغاربية جامعة، يجد فيها الجميع -بمن فيهم الصحراويون- أنفسهم في فضاء حضاري وسياسي  واحد، بعيداً عن الأنانيات السياسية والعصبيات الضيقة.

 

‏بعض إسلاميي ‎الجزائر مع انفصال الصحراء وبناء دويلة هزيلة فيها تابعة للجزائر، ولو على حساب الحلم المغاربي. وبعض إسلاميي المغرب مع مغربية الصحراء ولو على جسر التطبيع. تماهى الطرفان مع أنظمتهم رغم زخرف القول. فوا أسفا على من يعِدون الناس برؤية متجاوزة، وينتهون جزءا من أنظمة التعاسة!

 

‏كل الحركات الانفصالية لا خير فيها، ولا يجوز التساهل معها، بل الواجب الوقوف ضدها موقفا مبدئيا دون لجلجة (سواء في الصحراء الغربية، أو في أزواد، أو في أي مكان آخر)، فهي جراح مفتوحة في جسد الأمة يستغلها الطامعون للتمزيق والتفريق، والتلاعب بمشاعر الحمقى والمغفلين.

‏لا تناقض بين الاقتناع بأن ‎الصحراء مغربية وبأن ‎التطبيع خيانة. فليس الحرص على الوحدة المغربية والمغاربية بنقيضٍ لدعم تحرير ‎فلسطين، ولا دعم تحرير فلسطين بنقيضٍ للحرص على الوحدة المغربية والمغاربية. ولو لم يتورط قادة مغاربيون في مكايد صبيانية منذ ٤٥ عاما لما وصلنا إلى هذه التعاسات.

 

‏من يظن أن موقفي من قطيعة  ‎الجزائر مع ‎المغرب ترجيحٌ لنظام ملكي على آخر عسكري، أو لحزب إسلامي مغربي على آخر جزائري، مخطئ. فأهل المغرب والجزائر سواء عندي في المحبة. موقفي تحيز للوحدة ضد التجزئة ولوصل الأرحام ضد القطيعة. ولو كانت الصحراء الغربية ضمن حدود الجزائر لكان هو الموقف ذاته.

 

‏أصبح ‎دي ميستورا مبعوثا جديدا للأمم المتحدة في ملف الصحراء الغربية، وذلك أمر لا يبشر بخير. فالرجل الذي سماه السوريون ‎(دي مفضوحا)، لكثرة ما تلاعب بهم لمصلحة السفّاح الأسد، لن يجلب السلام والوئام للمنطقة المغاربية.

 

‏ليس من مصلحة ‎الجزائر ولا مصلحة الشعوب الاستمرار في الانجرار مع ترَّهات ‎البوليساريو. مصلحة الجميع في التلاقي بين الشقيقتين الكبيرتين في صلح تاريخي تعترف الجزائر بموجبه بمغربية الصحراء، كما اعترفت المغرب بجزائرية تيندوف وبشار بعد خلاف طويل، ثم العمل معا على تحقيق الوحدة المغاربية.

 

‏"الحل في ‎الصحراء هو حكم ذاتي ضمن الدولة المغربية الواحدة، وتجاوز سوء التفاهم بين الشقيقتين الكبيرتين: ‎المغرب و ‎الجزائر، تمهيدا لوحدة مغاربية، يجد فيها الجميع -بمن فيهم الصحراويون- فضاءً حضاريا مشتركا، بعيداً عن الأنانيات"

 

‏الصحراء امتداد جغرافي فسيح، يتمدد في دول كثيرة، ومنها الدول المغاربية الخمس وغيرها. ولا وجود لهوية ثقافية أو سياسية تميز أهل الصحراء عن الهوية العربية الإسلامية الجامعة للفضاء المغاربي.  فلا داعي لهذا الخطاب المفرِّق الذي استنزف شعوبنا في حروب عدمية لعقود.

 

‏الصراع بين ‎الجزائر والمغرب صراع عدميٌّ: ربع قرن من إغلاق الحدود بين الشقيقتين، ونصف قرن من الخلاف على ‎الصحراء الغربية التي أصبحت -وستظل- جزءا من ‎المغرب. أملي أن الحكمة السياسية لدى الرئيس ‎تبون والملك ‎محمد السادس ستغلق ملف هذا الخلاف المزمن إلى الأبد.

 

‏رغم دعمي لمغربية الصحراء و ازدرائي لحدود الاستعمار، أرى كلام الشيخ ‎الريسوني عن تيندوف الجزائرية وموريتانيا كلاما غير حكيم، وفتحا لجراح مندملة. فالوحدة التي نطمح إليها وحدة طوعية بين شعوب حرة، على نحو ما نظّر له الكواكبي والسنهوري ومالك بن نبي. وليست وحدة قهرية ووصاية لأخ على أخيه.

 

كل الحركات الانفصالية لا خير فيها، ولا يجوز التساهل معها، بل الواجب الوقوف ضدها موقفا مبدئيا دون لجلجة (سواء في الصحراء الغربية، أو في أزواد، أو في أي مكان آخر)، فهي جراح مفتوحة في جسد الأمة يستغلها الطامعون للتمزيق والتفريق، والتلاعب بمشاعر الحمقى والمغفلين.

 

‏إثارة ‎المغرب دعاوى جديدة حول ‎الصحراء الشرقية الجزائرية صبٌّ للزيت على النار، وإحياء لخلاف انتهى منذ عام ١٩٧٢. وإصرار ‎الجزائر على دعم انفصال ‎الصحراء الغربية المغربية، منذ عام ١٩٧٥ إلى اليوم، مناكفة عدمية وقصيرة النظر. أتمنى أن يكف الطرفان عن العبث بمصائر الشعوب، وتقطيع أرحامها.

 

حتى لو كانت الصحراء غير مغربية، أليس الأليق بالجزائر والأفضل للمنطقة ترك المغاربة والصحراويين يحلون خلافهم بأنفسهم، بدل تكوين واستضافة جيش يقاتل المغرب من داخل أرضها؟ وهل صدر قرار من مجلس الأمن الدولي تحت البند ٧ يلزم الدول باستعمال السلاح في دعم الصحراويين؟!

 

‏أما حديث ‎العثماني عن أهمية الموقف الأميركي الجديد من قضية الصحراء فهو مبالغة دعائية. فالموقف الأميركي -خصوصا الجمهوري- كان دائما داعما للمغرب في هذه القضية، وقرار ترمب امتداد لمبادرة بيكر التي قبلت مقترح المغرب بالحكم الذاتي. وستبقى الصحراء مغربية وفلسطين عربية دون تسول ولا توسل.

 

‏ثم إن الموقف الدولي في تحول لصالح المغرب منذ التسعينات، ومثله الوقائع على الأرض. والقادة الأفارقة الذين طالما عول عليهم جنرالات ‎الجزائر لمحاصرة ‎المغرب دبلوماسيا، تراجع أكثرهم، وأصبحوا أقرب إلى موقف المغرب. فلا داعي للهرولة إلى الكيان، ولا الربط بين قضية الصحراء وخطيئة التطبيع.

 

‏البوليساريو جرحٌ دفين في خاصرة المغرب العربي: يسمم العلاقات بين الشعوب المغاربية، ويمنع الوحدة بينها، سعيا وراء وهم دولة خيالية، لا مكان لها في التاريخ أو الجغرافيا، سوى مواريث الاستعمار الأسباني البغيض. فيجب التخلص من هذا الجرح فورا وإلى الأبد..

 

 

 

 

 

الاسمبريد إلكترونيرسالة