JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

المسعري القارئ للطالع



  
عبد الغني مزوز---


     رغم أن أغلب الجهاديين استطاعوا مؤخرا بلورة موقف موحد اتجاه تنظيم الدولة الاسلامية, خصوصا بعد خطاب أبي محمد العدناني الأخير الذي اتهم فيه قيادة القاعدة بالانحراف والكفر المبطن. إلا أن هناك شريحة من المفكرين والكتاب المقربين من التيار الجهادي قاموا مبكرا بتسجيل ملاحظات وتحفظات على الكيان الذي أعلن في العراق باسم " دولة العراق الإسلامية " في أكتوبر 2006 وتوسع إلى سوريا بعد الثورة باسم "دولة العراق والشام الإسلامية ".


    محمد المسعري المفكر الإسلامي المعروف من أبرز هؤلاء, ولعل المدهش في تشخيص المسعري المبكر لحالة دولة العراق الإسلامية هو أنه قدم تصورا واضحا جدا لمسار ومصير تنظيم الدولة في وقت يحضا فيه هذا الأخير بدعم وتأييد كبيرين من كل قادة التيار الجهادي والمدهش أكثر هو أن التنظيم لم يستطع الخروج عن هذا المسار على امتداد مسيرته حتى انتهى به إلى المصير التي توقعه الدكتور بتفاصيله الصغيرة. كثيرا ما يشعر محمد المسعري بالذنب والاستياء لأنه لم يكن سباقا في إعلان تحفظاته على تنظيم الدولة الإسلامية حيث سبقه إليه الشيخ حامد العلي الذي أفتى بعدم شرعية تنظيم الدولة في الأيام الأولى لإعلانه.

     تتميز القراءة النقدية للدكتور محمد المسعري لمشروع الدولة الإسلامية بصيغته "الداعشية" عن غيرها من القراءات والتحفظات بما فيها فتوى الشيخ حامد العلي, أن المسعري رأى أن الأساس الفكري والعقدي الذي قام عليه تنظيم الدولة الإسلامية أساس باطل, إنها ملامسة جذرية لأهم الأسس والبنى التي قام ونشأ عليها العقل السلفي بشقيه العتيق والجهادي. يعتقد المسعري أن الخلل كامن أولا في التعريف الخاطئ لمفاهيم العبادة والإيمان والكفر وغيرها من المفاهيم الأولية. ولا يتردد المسعري في ملاحقة هذا الخطأ تاريخيا ليقف على أصل الخلل في تراث الإمام بن تيمية والشيخ محمد بن عبد الوهاب, وهما الشخصيتان اللتان استند الخطاب الجهادي المعاصر إلى تراثهما الفقهي والعقدي.

     المسعري هو أول من وصف تنظيم الدولة بعصابة الخوارج وأصل لموقفه هذا في كثير من محاضراته. وهو أول من قال صراحة بأن تنظيم الدولة يقتل المنشقين عنه في بيان استنكار الهجوم على كنيسة سيدة النجاة. والخطير في كل هذا أنه أول من قال بأن الكثير من المواقف الحقيقية لتنظيم الدولة الإسلامية لا يعلنها بما فيها تكفير أيمن الظواهري وغيره, وهو أول من شكك في عمليات الهروب وتحرير السجون وهو أول من شكك في عمليات تنظيم الدولة ورأى أن هناك جهات أخرى تقف خلفها تخطيطا وتمويلا وتسهيلا, وهو أول من قال أن التنظيم مخترق, وهو أول من قال بوجوب قتال تنظيم الدولة الإسلامية و أن لا حل آخر غير قتاله واستئصاله, وهو أول من قال أن المنتديات الجهادية التي تدعم تنظيم الدولة منتديات مشبوهة ومخترقة.

الكثير من التفاصيل الدقيقة حدثت وكان المسعري تنبأ بها قبل سنوات وحدثت كما توقعها.

الساحات ملتهبة.. الأحداث تتفاعل..والمسعري مازال يتنبأ. 







الاسمبريد إلكترونيرسالة