JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

ناشط جهادي يخترق خلية استخباراتية

عبد الغني مزوز---


متابعة الظاهرة الجهادية وما يتصل بها من نشاط عسكري و فكري وسايبيري لا يخلوا من عنصر التشويق والإثارة, بشرط أن يقطع المراقب  مع كل ما من شأنه أن يؤدلج نظرته ويجعله انتقائيا ومعياريا في ممارسه لمهنته باعتباره صحفيا أو مدونا أو باحثا أو سوسيولوجيا.

‹‹السياسي المتقاعد›› اسم مستعار يتخذه ناشط جهادي يعتقد أنه من السعودية غطاء لنشاطه السايبيري وبه يكتب مشاركاته وتعليقاته عبر موقع التواصل الاجتماعي ‹‹تويتر››, قيمة السياسي المتقاعد الذي يعرف نفسه على أنه :"مستقل برأيه لا ينتمي لحزب أو تنظيم بل عاشق للسياسة ومهتم بتحليل الظواهر السياسية والاجتماعية " قيمته تكمن في أنه شخصية مقربة من أروقة صنع القرار داخل تنظيم القاعدة, فهو من حين لآخر يقوم بنشر قصص ووقائع يفترض أن لا يطلع عليها إلا القيادات والمسؤولين الكبار داخل التنظيم, فهو من قام بنشر تفاصيل الاتفاق  بين تنظيم القاعدة في أفغانستان وبين وزارة الداخلية السعودية حول مصير صاح القرعاوي قائد كتائب عبد الله عزام, المصاب في أفغانستان وهو الاتفاق الذي تم بموجبه نقل القرعاوي إلى السعودية من أجل العلاج. 

‹‹السياسي المتقاعد›› شخصية جهادية على قدر كبير من الأهمية, وكنز من الأسرار يسيل لها لعاب أجهزة الاستخبارات, ولعل ما يزيد من خطورته أنه ينشط انطلاقا من السعودية ما يعني أنه يتحرك بحرية تامة, وقد يردف نشاطه السايبيري بنشاط آخر قد يخرجه من حظيرة المتقاعدين سياسيا.

 لم تكن أجهزة المخابرات لتقف مكتوفة الأيدي إزاء شخصية جهادية من طراز ‹‹السياسي المتقاعد››, فلا بد لها أن تحاول فلعل ذكائها أو غباءه يسعفانها فتضع حدا لهذا الكابوس الجهادي. وهو ما حصل عندما حاول رجال من الاستخبارات اصطياد ‹‹السياسي المتقاعد››, من خلال مراسلته والادعاء بأنهم نساء سبق لهن أن تعرضن للاعتقال, ويسردن له قصصا بهدف كسب ثقته, وللتمهيد للخطوة الموالية وهي إرسال ملفات ملغومة تحتوي على فيروسات هي عبارة عن أحصنة طروادة مهمتها التسلسل إلى كمبيوتر الضحية والتحكم به وإرسال كل ما يحتويه من بيانات ومعطيات وملفات إلى الجهة المتحكمة فيه. 

‹‹السياسي المتقاعد›› فطن إلى حيلة رجال الاستخبارات فحولهم من صيادين إلى فريسة, وأوقعهم في الحفرة التي ظلوا يحفرونها له, فقد كتب الناشط الجهادي على حسابه في ‹‹تويتر›› معلقا على محاولة اختراق حاسوبه " وكنت بحمد الله على وعي بهذه الأساليب الغبية وقمت بمجاراتهم والتظاهر بالغباء معهم حتى حصلت على معلومات كبيرة وخطيرة " المعلومات الخطيرة التي حصل عليها ‹‹السياسي المتقاعد›› وصل إليها من خلال تكليفه مجموعة من قراصنة الكمبيوتر بمهمة اختراق حواسيب رجال المخابرات الذين يتقمصون شخصيات نساء سبق لهن أن خضن تجربة الاعتقال, ويبدوا أنه أغراهم بوثائق ومستندات يرسلها لهم فيقومون بتحميلها دون أن يلاحظوا أن الوثائق مدمج معها برامج للتجسس وسرقة المعلومات.

" استطعنا أن نحصل على معلومات خطيرة للغاية وقد استفدنا منها غاية الاستفادة وهناك معلومات تم إرسالها لأصحاب الشأن ليتخذوا فيها ما يروه مناسبا لهم في الوقت المحدد " كتب ‹‹السياسي المتقاعد›› معلقا عل المهمة التي استطاع انجازها بنجاح. قد يكون ‹‹السياسي المتقاعد›› اطلع على معلومات خطيرة عن هوية من يسعى إلى الإيقاع به, سيما وان اختراق جهاز كمبيوتر ما يستلزم ضمنيا التعرف على عنوان الأيبي الخاص به IP adresse وهو ما سيسهل مهمة التعرف على هوية صاحبه.

 ‹‹السياسي المتقاعد›› وفي سياق مغامرته الأمنية الخطيرة استطاع أن يتعرف عل بعض الأساليب التي يتبعا رجال الاستخبارات بهذه الإيقاع بضحاياهم ومنها حسب ما كتبه على حسابه في ‹‹تويتر›› :" من أعاجيب القوم أننا وجدناهم يجندون النساء أكثر من الرجال في هذه الأعمال القذرة وخاصة النساء عديمات الأخلاق وبائعات العرض بثمن بخس .... ومن الحيل أنهم يتظاهرون بالحرص على أمنك الشخصي فإحداهن قامت بإعطائي بريدها الاكتروني لأدخل عليه وأقرأ الرسائل المهمة بدلا من إرسالها لبريدي.... وسبب استخدامهم هذه الحيلة اطلاعهم على أسلوب الإخوة الجهاديين حيث يتواصون دائما بالحذر فيما بينهم ويحذرون بعضهم البعض من الوقوع في الأخطاء... ومن أساليبهم القذرة التواصل معك بزعم تعلم الأمنيات وأنه يخشى على نفسه من الاعتقال والهدف هو معرفة قدراتك الأمنية لكي يتعامل معك بناء عليها " وختم الناشط الجهادي تغريداته التي خصها لعمليته الجريئة بالقول:" يوجد الكثير مما يجب أن أقوله بخصوص هذا الأمر ولكن سأدخر بعضها لإكمال عملي مع هؤلاء الحمقى وإذا انتهت صلاحيتها أخبرتكم عنها إن شاء الله".

يبدوا من الصعب جدا الإيقاع بناشط جهادي متمرس خصوصا إذا جمع بين الذكاء والوعي الأمني والخلفية التقنية, وهو ما أمنته المنتديات الجهادية لروادها لسنوات طويلة, حتى أصبح شعارهم" تعلم التخفي قبل أن تختفي" بمعنى تعلم طرق التخفي على الانترنت قبل أن تختفي في السجون.


اذا أعجبتك المقالة وتود التوصل بغيرها لا تنسى متابعتي على تويتر
 
الاسمبريد إلكترونيرسالة