JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

الهام شاهين في مهمة تأديبية

عبد الغني مزوز---


لن ينسى الجميع ذلك المشهد المهيب في ميدان التحرير عندما وقف مرسي في أول خطاب له هناك بعد فوزه بالرئاسة المصرية, كان خطابا حماسيا مزلزلا وبدا فيه الرئيس "كسوبرمان" العرب بعثته العناية الإلهية ليستنقذ الأمة من براثن التخلف والضياع والتبعية, وزاد من دراماتيكية المشهد وقوف مرسي منتصبا على منصة التحرير وشمس الأصيل تلفح وجهه كاشفا عن سترته كهيئة " السوبرمان " المتأهب للطيران, معلنا أنه لا يرتدي أي سترة واقية من الرصاص فهو ليس بحاجة إليها.

كان موقفا مشهودا ارتفعت فيه نسبة الأدرينالين لدى الرئيس مرسي والجماهير المحتشدة حوله وارتفع مع الأدرينالين سقف المطالب والوعود, لتصل إلى القمة, ففي خضم هذا الحماس وصيحات التكبير و التهليل لمح الرئيس مرسي  لافتة تطالب بإطلاق سراح الشيخ عمر عبد الرحمن العالم الأزهري الضرير الذي أمضى عقدين من الزمان في سجون أمريكا, فتوعد بتحرير الشيخ وإرجاعه إلى أهله وعائلته, مع ما سيكلفه ذلك من المناطحة مع أقوى قوة في التاريخ لكنه جعل تحرير الشيخ دينا في رقبته.

معقول رئيس عربي يتجرأ  فيطالب أمريكا بإطلاق سراح أحد رعاياه, هذا أمر غير مسبوق لأن المعهود عند العرب هو سجن المواطنين العرب الأبرياء لحساب أمريكا.
لم يكن هذا الوعد بتحرير الشيخ عمر عبد الرحمن سوى محطة مر بها مؤشر الوعود في طريقه إلى الصعود للأعلى, فقد توعد مرسي في أثناء ذلك بمساندة فلسطين وسوريا...وغيرها.

مرت الأيام والأيام وتكررت الخطابات والخطابات, لتكتشف الجماهير مع الوقت أنها بصدد ظاهرة صوتية ليس إلا وليس مشروعا نهضويا تحريريا كما تتمنى وتعتقد.
خفتت المشاعر وانكفأت الحماسة والعواطف الجياشة وانحدر مؤشر سقف المطالب من تحرير فلسطين وسوريا و إرغام أمريكا على إطلاق سراح الشيخ عمر عبد الرحمن إلى استعطاف الفنانة الهام شاهين للتنازل عن القضايا التي رفعتها على جحافل من الإسلاميين ومؤسساتهم الإعلامية.
توعد محمد مرسي بتحرير الشيخ عمر عبد الرحمن من سجون أمريكا ليجد نفسه عاجزا عن تحرير واستنقاذ الشيخ عبد الله بدر من أنياب الهام شاهين التي أقسمت بأغلظ الأيمان على تأديب  إسلاميي مصر بمن فيهم الرئيس مرسي إذا تجرأ على منح عفو رئاسي للسجين عبد الله بدر.
"سوبرمان العرب" وجد نفسه في موقف دفاعي لا حول له فيه ولا قوة وهو مطارد من مهرج سخيف اسمه باسم يوسف كال له أطنانا من السب والشتم والسخرية ومرغ كرامته وهيبته في التراب على مراى ومسمع من الملايين.
فأين تحرير فلسطين وأين تحرير سوريا وأين تحرير الشيخ عمر عبد الرحمن.
المشروع الإسلامي في مصر يعيش أزمة حقيقية قد تعصف بكل مكاسب العمل الإسلامي على مدار عقود, ليس هذا مقام مناقشة هذه الأزمة ولكن بكل تأكيد راجعة إلى عوامل من أهمها وأخطرها على الإطلاق غياب العقيدة السياسية الواضحة المبنية على مبادئ الخطاب السياسي الراشدي.



الاسمبريد إلكترونيرسالة