JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

الولايات المتحدة الأمريكية وورطة الفهم الخاطئ لتنظيم القاعدة.. حرب ما بعد بن لادن



عبد الرزاق الجمل--

بعد نجاحها في استهداف الشيخ أسامة بن لادن، ربما اعتقدت الولايات المتحدة الأمريكية أن استهداف من دونه من قيادات تنظيم القاعدة سيكون أسهل، وأن بمقدورها خوض الحرب على التنظيم بهذه الطريقة، وشاركها في هذا الاعتقاد كثير من المهتمين بهذا الشأن حين توقعوا أنها قد تحقق نجاحا آخر عن طريق الدكتور أيمن الظواهري الذي خلف بن لادن في قيادة التنظيم أو غيره من القادة الموجودين في مناطق مختلفة من العالم، وأن التنظيم سيتأثر كثيرا، خصوصا على المستوى العملياتي، بعد مقتل زعيمه.

ولأجل ذلك قال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا قبل أيام إن الإدارة الأمريكية ستسعى إلى اغتيال عدد من القيادات المهمة في تنظيم القاعدة، لإنهاء أو لإضعاف التنظيم، وربما كانت قد بدأت بتسريع وتيرة هذا الأمر فعلا، فبعد اغتيال الشيخ أسامة بن لادن بثلاث أيام، نجا الداعية اليمني الشيخ أنور العولقي من محاولة اغتيال عبر طائرة أمريكية بدون طيار في محافظة شبوة اليمنية، رغم أن خطة الاغتيالات للرموز القاعدية موجودة لدى وزارة الدفاع الأمريكية من قبل مقتل الشيخ أسامة بن لادن بأعوام، فأبو علي الحارثي اليمني قُتل في غارة نفذتها طائرة أمريكية بدون طيار عام 2002م بمحافظة مأرب اليمنية، كما أن القيادي القاعدي اليمني الشيخ محمد عمير الكلوي ومجموعه من رفاقه قتلوا بالطريقة ذاتها بمحافظة شبوة في أواخر عام 2009م.

ومن خلال ما تقدم يبدو أن الإدارة الأمريكية واقعة في ورطة الفهم الخاطئ لتنظيم القاعدة، حين ربطت مصيره بفرد أو بمجموعة أفراد لا بأيدلوجية، رغم أنها تعيش الحرب مع القاعدة أكثر من غيرها، ولديها وسائل قياس واقعية دقيقة يمكن أن تعرف من خلالها ارتفاع وانخفاض قوة التنظيم، خصوصا في مرحلة ما بعد بن لادن، المرحلة التي توقعتْ تراجع أداء التنظيم فيها، لهذا قد تكون صُدمت فعلا بتصاعد العمليات ضد قواتها في أفغانستان خلال الأشهر التي تلت مقتل الشيخ بن لان، ولم يكن أمام الجنرال ديفيد بترايوس إلا أن يكذب على الرأي العام الأمريكي بأن عمليات التنظيم ضد قواتهم وقوات حلف النيتو في أفغانستان تراجعت كثيرا خلال شهري مايو ويونيو الماضيين.


الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تثبت بأن تنظيم القاعدة تأثر كثيرا بعد مقتل زعيمه، وتنظيم القاعدة يثبت واقعا أن مقتل الشيخ أسامة بن لادن زاده إصرارا على مواصلة القتال ضد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الحرب على ما يسمى بالإرهاب، وجاءت الإحصائية التي أوردها المتحدث باسم الإمارة الإسلامية بأفغانستان ذبيح الله مجاهد في بيان الرد على تصريحات الجنرال ديفيد بيترايوس، لتؤكد هذه الحقيقية.

وتقول الإحصائية التي تحدث عنها البيان إن القاعدة شنت خلال شهري مايو ويونيو "(3127) هجوما دمرت وأُعطبت خلالها (2272) دبابة، سيارة رينجر، آلية عسكرية أو لوجستية، كما قتل فيها مئات الجنود الأمريكيين وغيرهم من المحتلين". وتضيف القاعدة في بيانها: "ويجدر بنا القول إنه نفذ خلال الشهرين الماضين (43) هجوما استشهاديا على الأهداف والمراكز المهمة للعدو، حيث تكبد العدو فيها خسائر فادحة، ومن جملة هذه الهجمات عمليات كابل، خوست، وغيرهما من العمليات الاستشهادية الجماعية التي لم يُشهد لها مثيل على المستوى العالمي في السابق".

واعتبرت القاعدة شهري مايو ويونيو الأكثرَ عنفا ودموية "حيث سقطت خلالهما أكثر من عشرين مروحية و طائرة عسكرية نتيجة عمليات المجاهدين في شتى مناطق أفغانستان كما تم إسقاط 11 طائرة تجسس بلا طيار في نواحي مختلفة بالبلد"، بحسب البيان.

ومن خلال متابعتي للتقارير الإخبارية اليومية التي تنشرها المواقع والمنتديات الجهادية الإلكترونية، بدتْ أرقام خسائر الولايات المتحدة وحلف النيتو في أفغانستان مهولة جدا، علما أن جل تلك المواقع والمنتديات تنقل تقاريرها الإخبارية عن الموقع الرسمي للإمارة، وهو الموقع الذي نصحت الإمارة بالرجوع إليه للحصول على المعلومات الصحيحة لما يدور. ويُحسب لتنظيم القاعدة ـ سواء اتفقنا أو اختلفنا معه ـ أنه لا يكذب فيما يقول، ويورد الوقائع كما وقعت سواء كانت له أو عليه، ومن يتابع بيانات وإصدارات التنظيم سيدرك ذلك.

وبخصوص ما قاله التنظيم حول تزايد العمليات خلال شهري مايو ويونيو الماضيين، قمت بإجراء مقارنة بين عمليات القاعدة في الثلاثة الأشهر التي سبقت مقتل بن لادن، وبين عملياتها في الأشهر التي تلت مقتلة، مستندا في ذلك على تقاريرهم الإخبارية وعلى ما تنشره بعض وسائل الإعلام الأخرى، فكان الفارق كبيرا جدا لصالح الأشهر التالية.

والخلاصة أن القاعدة نجحت، وبشكل كبير، في إغلاق كل الطرق على الولايات المتحدة الأمريكية للاستفادة من مقتل الشيخ أسامة بن لادن.

الاسمبريد إلكترونيرسالة