JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

سياسة الدين المخبأ


أحمد أبا زيد---


بدأت الثورة السورية كاحتجاجات شعبية ضمن المجتمعات المحلية ضد السلطة بحكم القهر المتراكم منذ أربعين عامًا سبقت لحظة اشتعال شرارة الثورة في مدينة درعا 18 آذار 2011م، بالتوازي مع ثورات محلية في ريف دمشق وبانياس ومناطق متعددة لم تلبث أن امتدت أفقيًّا لتشمل النسبة الأكبر من المناطق السورية، خاصة "الأطراف" خارج المدن الكبرى، ولم تحتج هذه الانتفاضة الشعبية إلى أيديولوجيا سياسية أو جهادية تتجاوز حضور الدين كمكوّن هويّاتي واجتماعي ناجز يتم الانطلاق منه بعفوية ودون شعور بالثنائية ما بينه وما بين الانتماء الوطني والمحلي، أو ما بينه وبين المطالبة بدولة حريات كمقابل أوضح للاستبداد، دون أن يكون هذا الدين الأمّي (نسبة للأمّة) والجامع لمختلف الحواضن الحاملة للثورة محل نقاش أو إثبات أو تنافس، كما جرى في مرحلة تحوّل الدين إلى موضع الصراع داخل هذه الحواضن نفسها قبل أن يكون ضد النظام.

جرى هذا طبعًا مع "أدلجة" الحراك الثوري، و"أقلمة" الصراع السوري، ويشعر البعض بضرورة تحميل "الإسلاميين" مسؤولية هذا التحويل، خاصة السلفيين منهم، مع إغفال العوامل الخارجية وفي مقدمتها دور نظام الأسد في الإصرار على إثبات طائفية الصراع معه منذ البداية، على مستوى سلوكه العملي وتحالفاته الداخلية والإقليمية، وما هو أهمّ منه - وإن كان أقلّ سلطة - دور المؤسسة الدينية "المدينية" التي ساندت برموزها ومواقفها العامة نظام الأسد في قمعه الوحشي للثوار السوريين، ما أعاد الدين إلى موضع التنافس، وضرورة تأسيس خطاب "إسلامي" بديل ومقاوم، رغم أن هذه الضرورة بدت، على مستوى الإسلاميين السابقين الذين شعروا بنداء الواجب، أكثر منها على مستوى القواعد الشعبية التي لم تعر هذه المسائل الثقافوية أهمية تُذكر، بحكم أن الزخم الثوري كان قادرًا على اجتياح أي "عقبة رمزية" تقف في طريقه، وتم خلال الأشهر الأولى وبـ "ثورة رمزية" موازية تبديل التصنيفات وموازين القيمة لا في المجتمع السوري وحده، بل في مجمل المشرق العربي، ثقافيًّا ودينيًّا وسياسيًّا.

لكن مع طغيان الخطاب السلفي الجهادي بمفرداته وإشكالاته ونقاشاته حتى على فصائل محلية ونحن في نهاية العام الرابع من هذه الثورة، هل تعامل الإسلاميون مع هذه الضرورة حقًّا؟

تحميل الدراسة كاملة

منقول عن نماء
الاسمبريد إلكترونيرسالة