عبد الغني مزوز---
الذي لا يختلف عليه اثنان بشأن الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية أن هذه الأخيرة استطاعت إدارة جهازها الدعائي بكفاءة وعبقرية عاليتين، ودشنت تغيرات مهمة على صعيد حربها الإعلامية مكنتها من إغراق المجال الإدراكي للمتلقي بمجموعة من المواد التي تضخ على مدار الساعة وبحرفية كبيرة بهدف إيصال الخطاب الرسمي لتنظيم الدولة للرأي العام الإسلامي والعالمي وأيضا إيصال رسائل الرعب إلى كل خصومها من خلال مقاطع وصور الذبح والقتل والتفجير والاغتيالات.
النقط الإعلامية أسلوب جديد استحدثته الدولة الإسلامية من أجل تعزيز حضورها الإعلامي بين الناس وتقريب خطابها إليهم أكثر، وتدعيم ماكينتها الدعائية الافتراضية بوسائل أكثر واقعية. النقط الإعلامية عبارة عن أكشاك أو حجرات صغيرات تقام في الطرقات والساحات العامة هدفها تزويد المارة والمهتمين بمواد إعلامية مجانية تنتجها الأذرع الإعلامية لتنظيم الدولة، قد تكون عبارة عن مواد مرئية أو مسموعة أو مقروءة كالمطويات والكتب والبيانات. ربما يريد القائمون على مشروع النقط الإعلامية الوصول إلى الشريحة التي لا تصلها دعاية تنظيم الدولة عبر الفضاء السيبيري، أو التي لا تتوفر على الإمكانيات التي تستطيع بها ولوج ذلك الفضاء وهو ما يفسر انتشار الشاشات التي تعرض الإصدارات المرئية للتنظيم في الساحات العامة. إذن الرهان على حصار تنظيم الدولة إعلاميا رهان خاسر في ظل استطاعتها إيصال موادها الإعلامية إلى المتلقي يد بيد.
تابعني على تويتر