JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

على هامش ترجل عملاق المقال التحليلي

           

عبد الغني مزوز ---

      كان قرارا مفاجئا وصادما ذلك الذي اتخذه الدكتور والسوسيولوجي المتألق أكرم حجازي باعتزاله الكتابة على الانترنت، لم يكن القرار ليكون بذلك الوقع على نفوسنا لولا تميز الدكتور وتأكدنا أن اعتزاله سيترك فراغا لن يجرأ أحد على الادعاء أنه سيملئه.

     نعرف جيدا أن إيقاع عمل واشتغال الدكتور أكرم حجازي مرتفع جدا بالمقارنة مع الكثيرين ممن يتصدون للكتابة والتحليل، وبالتالي فان عمل الدكتور أكرم سيكون مرهق ومضني وسيستنزف وقته كله، على حساب حقوقه وحقوق أهلته وبيته. لكن قدر الدكتور أن يعيش لأمته أولا ولأهله ثانيا ولنفسه أخيرا..


        قد نتحدث عن خصائص الكتابة التحليلية ومميزاتها عند الدكتور أكرم حجازي في وقت لاحق، لكن الذي يجب الإشارة إليه في هذا المقام هو أن الدكتور أكرم لا نظير له في الساحة العربية على صعيد الكتابة التحليلية، فكتابات الدكتور تتميز بالصرامة المنهجية و العمق الفكري والسوسيولوجي مع الحرص على دقة المعلومة وتوثيقها من ناحية المصدر والتاريخ، كما أن العقل التحليلي المرتب الذي يتميز به الدكتور يضع دائما المعلومة والفكرة في سياقاتها الصحيحة.

      ملاحظة أخرى تميز تحليلات الدكتور أكرم وهي أنها تحليلات توليدية بمعنى أنه في سياق معالجته للظاهرة متوسلا ومستعينا بعدته المنهجية والفكرية والسوسيولوجية الجبارة، غالبا ما تتوج تحليلاته بلحظة التشييد أي تشييد فكرة جديدة أو نموذج تحليلي جديد أو نحث مصطلحات ومفاهيم جديدة، وبلغ الذروة في هذا السياق عندما نحث مفهوم " العقل الجبري" "ورقمية الصراع" وغيرها..

     خروج الدكتور أكرم من مضمار الكتابة يعني أول ما يعنيه أن الساحة الفكرية والإعلامية العربية ستفقد عمودا من أعمدتها، عندما أقول عمودا فأنا أعي ما أقول فقصدي بالساحة ليس فظاءات الثرثرة والشتيمة والدردشات الفارغة والكلام الوعظي الإنشائي السقيم بل قصدي بها تلك المساحة التي يشتبك فيها كبار العقول وعمالقة القلم الذين يتصفون بالشرف والجدية، هناك حيث الإنصاف والموضوعية والعلمية تأخذ مكانتها اللائقة في سياقات البحث والتقصي عن الحق والحقيقة.



نتمنى أن يراجع الدكتور قراره ولا يفجعنا في قلم أحببناه ورضعنا مداده حتى أدمناه وعز علينا الفطام...

شكرا لك يا دكتور... 


                                
         تابعني على تويتر

                 
                      


الاسمبريد إلكترونيرسالة