JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

مرسي الذي قاوم


عبد الغني مزوز---



     أستطيع أن أقول بأريحية أن محمد مرسي رابع أعظم شخصية قدمتها دعوة الإخوان المسلمين للأمة بعد سيد قطب و أحمد ياسين وعبد الله عزام, وكان مشروعه السياسي مشروع أمة بحق ومشروعا للحركة الإسلامية بكل توجهاتها وروافدها. السرعة التي وئدت بها تجربة الرئيس محمد مرسي تكشف حجم الخوف والرعب الذي انتاب خصوم الأمة من استمرارها لأنها وهي في سكة النجاح والتألق ستكون بمثابة النموذج الذي يصعب فيما بعد إسقاطه, لأن من أكبر أزمات الحركة الإسلامية اليوم خصوصا وهي ممسكة بزمام السلطة هي أزمة النموذج.





     مشروع الرئيس محمد مرسي كان واضحا ومختصرا في جملة واحدة (ننتج دوائنا وغدائنا وسلاحنا), الرجل يريد أن يقطع مع خزي التبعية الذي لا يليق بأمة بحجم أمة الإسلام, ويعيد بعث الأمة العصامية التي تعتمد على نفسها وسواعد أبنائها في إنتاج طعامها ودوائها وسلاحها. إنها ملامح صناع الحضارة وبناة الأمم, العودة إلى الذات والاعتماد عليها و بناء الثقة فيها وفي دينها وتاريخها, إنها خطوة الوعي بالذات. الرجل يدرك أن أمة بلا سيادة أمة لا تستحق الحياة كما لا يستحقها الرجل الذي لا غيرة له, وانتهاك السيادة كانتهاك العرض لا يستطيع الرجل أن يقف إزاء الجريمة ساكتا. ومتى يحق لك أن تتمتع بالسيادة وحاجاتك الأساسية مرهونة عند خصومك يبتزونك بها ويساومونك عليها.

    إن فترة الرئيس محمد مرسي من أخطر المراحل التي مرت بالنظام الدولي فقد عمل الرجل حثيثا على بناء محور أو منظومة موازية تتبنى قضايا الأمة بعيدا عن النظام الدولي المعروف بدعمه لكل الطروحات المعادية للأمة. وهكذا سعى - ضدا عن إرادة الكبار- إلى دعم مشاريع المقاومة في كل الجبهات والمناطق. وقف مع المقاومة في غزة ضد الصهاينة ووقف مع المقاومة في سوريا ضد العدوان الباطني البعثي ووقف مع المقاومة في الأحواز العربية وفي عهده انعقد أول مؤتمر لدعم القضية الأحوازية والتعريف بها.

     أراد الرئيس محمد مرسي أن يجمع كل المنتسبين للعمل الإسلامي ويوظفهم في مشروع البناء والنهضة دون إقصاء أحد أو استعداءه, فحتى أكثر الرموز الإسلامية تشددا حاول احتواءه, ومنحه هامشا من حرية العمل والحركة. ولعل الوعد الذي قطعه على نفسه في أول خطاب له بتحرير عمر عبد الرحمن من سجنه بأمريكا, يدلل أكثر على هذا الاتجاه في رؤية محمد مرسي.

    لعل المشهد الأكثر رعبا والأكثر رمزية في فترة الرئيس محمد مرسي هو حينما جمع في القاهرة جمعا غفيرا من الشباب و العلماء ورجال الإصلاح والمقاومة في الأمة وصاحوا بصوت واحد " لبيك إسلام البطولة كلنا نفدي الحما ". انه المشهد الذي جعل المتربصين به يرفعون من إيقاع كيدهم ويسعون في طلب رأسه مهما كان الثمن ومهما كانت العواقب.



الاسمبريد إلكترونيرسالة