JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

القاعدة تفقئ العيون



عبد الغني مزوز---

 تمتاز العقلية القاعدية ببعدها الخلاق, الباحث دوما عن البدائل والحلول لمختلف المشاكل والعراقيل التي تعترض مشوارها, خصوصا على المستوى الاستراتيجي والعسكري. يظهر هذا واضحا في طريقة تعاطي تنظيم القاعدة ونشطاءه مع كثير المواقف التي يحشر فيها التنظيم في المساحات الضيقة, فلا يلبث أن يخرج منها سالما وبأقل الخسائر.قد نتحدث في مقالة لاحقة عن هذا البعد الخلاق بمزيد من الشرح المعزز بالأمثلة والنماذج.

لا شك أن الطائرات بدون طيار من أخطر الأسلحة التي فتكت بتنظيم القاعدة ورجاله, وتسببت له بنزيف حاد في القيادات, نزيف أدى بنشطاء القاعدة السايبيريون إلى فتح ورشات عمل في عدد من المواقع والمنتديات الجهادية بهدف جمع الأفكار والمعلومات, والعصف الذهني, من أجل التوصل إلى إستراتيجية فعالة وناجعة فيما يتعلق بسبل الحد من تأثير هذا السلاح الفتاك وتحييده في المعركة مع الولايات والمتحدة.

الورشات المقامة أدت إلى استجلاب كثير من الأفكار والرؤى التي تبادلها النشطاء المؤيدون للقاعدة, وتتعلق بمدى إمكانية ردع الطائرات بدون طيار, لكن اكثر الأفكار تداولا هي فكرة تتمحور في أن للطائرات بدون طيار عيون فإذا نجحت القاعدة في فقئ عيونها فستصبح عمياء في السماء. هذه الأعين ليست سوى شبكة الجواسيس الذين نجت CIA في تجنيدهم لصالحها, فيقومون بوضع الشرائح الالكترونية والأصباغ المشعة على الأهداف المرشحة فتأتي الطائرات بدون طيار لقصفها. هذه العيون لا تقتصر فقط على شبكة الجواسيس بل أيضا على القواعد التي تدار منها الطائرات.
تأتي عملية استهداف مجمع وزارة الدفاع اليمنية لتؤكد أن القاعدة عازمة على فقئ كل العيون خصوصا من لأكثرها شخوصا, وهو ما جاء واضحا من لهجة التغريدات التي تبنت عبرها القاعدة الهجوم.

مؤسف جدا أن تقحم الولايات المتحدة الأطفال في هذه الحرب القدرة سواء باستهدافهم أو بتجنيدهم, وقد انتشر فيديوا لطفل يمني اعترف بأنه طلب منه حمل شرائح الكترونية ووضعها في أهداف معينة, وهي حادثة مخزية شخصيا غالبتني فيها الدموع, ولم أتصور أن يوجد شخص قادر على تجنيد طفل صغير لمهمات قاتلة مهما كانت الدوافع.
طرح مقال مهم في إحدى الورشات التي أنشأها نشطاء القاعدة على الانترنت, ويوضح المقال كيف أن القاعدة عازمة على فعل أي شيء على صعيد تحييد الطائرات بدون طيار, فالمقال يتحدث عن أهمية إثارة الرأي العام العالمي ضد هذا السلاح موازاة مع تفعيل تكتيكات أخرى وجعلها رقما صعبا للولايات المتحدة مثلما أن الطائرات بدون طيار رقم صعب بالنسبة للجهاديين.

لا أعتقد أن عقل القاعدة التقني والاستراتيجي سيظل عاجزا أمام التفوق النوعي الذي فرضته الطائرات بدون طيار, ولا أعتقد كذلك أن الولايات المتحدة ستتخلى عن إستراتيجية القتل عن بعد أو القتل المريح الذي توفره الطائرات بدون طيار. وبالتالي فنحن بصدد اشتباك مفتوح  لا يعتبر الانتصار في معركة فيه كسبا للحرب.

اذا أعجبتك المقالة وتريد غيرها تابعني على تويتر
 
الاسمبريد إلكترونيرسالة