JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

يقظة الامام (مقالات في الفكر الاسلامي الثوري)1

المقداد جمال الدين---
هل أتاكَ حديث رجل سوف يقوم وحيداً بلا أعوان ولا أنصار .. ليصبح في شهورٍ قليلةٍ على شفا خطوة واحدة من دخول قصر الرئاسة على أعناق الجماهير المؤمنة به وبرسالته ?!
وهل وصلتك قصةُ من سيرفع سقف الكلام والتصريح " بتطبيق الإسلامي " إلى أعلاه، ليتفاجىء العدو قبل الصديق .. أن المُجتمع يستجيب معه حتى في أسفل أدناه ؟ هناكَ حيثُ أناسُ لم يسمعوا مثل هذا الكلام من قبل ..
ولم تكن تعني لهم تلك الأفكار سوى التخلف والرجعية، فصاروا - بعدما استعموا إليه - يتمنون أن يرونها ممكنةً في حكم بلادهم!

هل سمعتَ بشيخٍ لا تتعدى نسبة مشاهدته الحدود الدنيا للمشاهير، سوف يعيد - في فترةٍ هي في عمر الزمن لاشيء - سوف يعيد الاعتبار للصورة الحقيقية للمشايخ والعلماء الذين يتقدمون الصفوف الأولى للجماهير للتحرر من الظلم والعبودية لغير الله. حتى يبلغَ جمعه بين فقه الشرع وفقه الواقع .. ماسيؤهله أن يصبح ( عراف ) الثورة المصرية الأول، فسُينذر ويُـنبىء الناس بكل مآسيها قبل وقوعها، بل وسيتحرك لمواجهتها وحيداً في كل مرة !

عجيبةٌ هي قصة حازم أبو إسماعيل .. وعجيبةٌ أكثر قصة التيار الإسلامي!

- فبينما كان #الإمام حازم أبو إسماعيل يقاتل في معارك المستقبل، ويتقدم ليحجز مساحاتٍ فيه، كانت الحركة الإسلامية كلها مازالت تقبع في الماضي، فالسلفية التي بالكاد خرجت من معاركها مع الماتردية والمعتزلة والكلابية إلى عالمٍ لا تعرف عنه أي شيء على الإطلاق .. إذا بها تصطدم بالمجتمع كله اصطداما غير مبرر وغير مفهوم ! ... ثم فجأة تنسحق تحت أقدام أخس الناس فيه بشكل أصبح بعد ذلك مفهوم.

والجماعة العجوز التي يُختصر تاريخها ( من المحنة إلى السلطة، ومن السلطة إلى المحنة) سيُفاجىء الجميع بأنها لم تتخلى عن موهبتها المذهلة في تدوير التاريخ وإعادة مآسية مرةً أخرى ..
لقد كانت هي الأخرى تسير نحو الماضي، نحو الإتيان بحكمٍ عسكري سبق وأن تعاونوا ومكنوا له من قبل ..

وفقط حازم كان يتحرك للأمام ..

- لقد جاء حازم أبو إسماعيل ليكشف لنا بصراحة أن أسوأ ما في الشعوب كان قياداتها، وأن أسوأ من في قياداتها كانو قيادات التيار الإسلامي الحاليين، وأن لحظةً فارقة كانت لتستثمر بسهولة ولتغير مجرى التاريخ لو أن رجالها كانوا كباراً ولكنهم للأسف لمّا يكونوا كذلك!

جاء حازم ليجعلنا تسائل وبصدق ..
لماذا فشلت الحالة الإسلامية في اكتشافه وتقديمه مبكراً؟
وكيف استطاع هو أن يجمع من الأنصار المُخلصون له مايزيد عن عدد أكبر جماعة منظمة في مصر في سنة واحدة؟
وماهي حقيقة هوية هذا المجتمع الذي تقبل أفكاره سريعاً؟ وماعُمق التغريب الذي تعرض إليه أهله بعد كل هذه السنين من الاستعمار ومن وكلائه العسكريين؟

=======
#الفكر_الإسلامي_الثوري ..

- لم يكن لي أن أبدأ الحديث عن " الفكر الإسلامي الثوري " الصاعد، دون أن أكتب عن التجربة الحازمية التي أؤمن أنها بعثت فكراً شبابياً جديداً، جاء نتيجة عاملين اختلطى معاً وهما " الثورة + انهيار الحركات الاسلامية التقليدية " ..

ولقد أتيح لي - ما اظن - أنه لم يتح لكثيرٍ من الناس لمراقبتها ومتابعتها عن قرب، من أول لحظاتها إلى آخرها، ولم أتعاطى معها بعاطفية حب هي موجودة فيّ وملحوظة في كلامي بلاريب، بقدر ماتعاطيتها في سياقها التاريخي وسلوكها الإنساني التجريبي البحت.

وبدايةً أقول :-

- لقد فشل الإسلاميون التقليديون في إفهام الناس الشريعة، وفي شرحها، وفي تحويلها إلى قضية جماهيرية إجماعية لايحق لسلطةٍ أن تعتدي عليها .. وفي تقديم رؤية حقيقية عن الدولة الإسلامية الحديثة، ثم فشلوا في تحديد منهج التغير وأسلوب التغير الذي يجب أن يأتي بتلك الأفكار إلى السلطة.

وبعيداً عن كثير من التفاصل والحكايات .. فتلك في رأيي أكبر اخطائهم، وهي أخطاء فكرية في الأساس، تُعالجُ بفكرٍ جديد أولاً، ثم نُبخب وقيادات وكوادر وكيانات جديدة ثانياً، تُمارس " الاستبدال السُنني " الذي حلّ أوانه منذ زمنٍ بعيد، وجاء حازم فقط ليثبت أنه من الممكنِ ان يتم بسهولةٍ وبسرعة.

- لقد جردت " الممارسة الديمقراطية " الإسلاميون التقليديون تماما عن مُثلهم،
واستطاعت - تحت القصف الإعلامي والنقص المعرفي والمفاهيمي - حصر بعضهم في الشعار حيث لم يتقدموا عنه خطوة ( السلفية ).
بينما رأى الآخرون أن "يشرعنوا" الواقع بكل مافيه من صحيح وخطأ ( الإخوان ) .. ليصبحوا - بسبب خصوعهم لمفردات وقيم الديمقراطية - أسرى في أيدي خصومهم يتحكمون فيهم، ويظهرون عجزهم باسم " "المواطنة – الدولة المدنية – مكافحة الإرهاب - مساواة المرأة - حرية التعبير – المواثيق الدولية - الشرعية الدولية... . الخ "
بل واليوم .. يريدون إقصائهم باسمها !

ولكن حازم أبو إسماعيل الذي كان قد بدأ تجربته كاستثناء، هو الآخر سوف لن يستمر كذلك طويلاً ..


يُـــــتـــبع
الاسمبريد إلكترونيرسالة