JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

سيد قطب يعدم من جديد

عبد الغني مزوز---
بعد انتصار الثورة المصرية وإفصاح المشهد المصري عن حالة ثورية متعطشة للحل الإسلامي, كتبت مقالة بعنوان " سيد قطب يبعث من جديد", لما رأيته من عودة مفهوم الحاكمية الذي كرس له سيد قطب حياته وانتاجاته الفكرية, يطرح بقوة في ساحة العمل السياسي, وينظر إليه كمبدأ أصيل من مبادئ الخطاب السياسي الإسلامي, الذي تسعى جماهير عريضة من الشعب لتبنيه وتطبيقه والالتفاف حول من يتخذه ركيزة من ركائز نشاطه السياسي والحزبي, لكن بعد شوط من حكم الإخوان المسلمين أبناء سيد قطب, بدأ ذلك المفهوم بالاختفاء والانحسار مجددا خصوصا بعدما عجز النواب الإسلاميون في البرلمان والجمعية التأسيسية عن بلورته على شكل نصوص دستورية صريحة, تنبثق عنها فيما بعد قوانين ولوائح تنظيمية تجعل من مفهوم الحاكمية مفهوما سياسيا ثابتا يحدد جميع سياسات الدولة الداخلية والخارجية.

 
بعد الانقلاب العسكري على الرئيس الشرعي محمد مرسي وانطلاق حملة هستيرية من الاعتقالات بحق قادة وشيوخ الحركة الإسلامية, وإغلاق القنوات وحظر الصحف ومنع بث المظاهرات المناهضة للنظام العسكري الجديد, تذكرت ما كتبته زينب الغزالي في كتابها أيام من حياتي والذي أرخت فيه لحقبة سوداء من تاريخ الحركة الإسلامية وهي الحقبة التي هاج فيها عبد الناصر قتلا وتنكيلا وسجنا وإعداما لخيرة أبناء ومفكري الإخوان المسلمين. وهناك قواسم مشتركة بين المشهدين, إلا أن الفارق الرئيسي بينهما أن الحركة الإسلامية وصلت إلى درجة من الوعي السياسي والفكري بحيث يستحيل أن يعاد إنتاج نفس الحقبة بكل ألامها ومعاناتها, فالحركة الإسلامية باتت راسخة متجدرة في وجدان الأمة تتنفسها شهيقا وزفيرا وبيدها خيارات كثيرة, كما أثبتت الحركة الإسلامية للأمة أنها الأقرب إليها حينما تعصف بها المدلهمات والخطوب في حالات الاحتلال والاستعمار وفي حالات طغيان الأنظمة واستبدادها على الشعوب و في حالات الأزمات الاجتماعية والإنسانية والطبيعية في كل النوازل التي تحل بالأمة دائما تجد أبناء الحركة الإسلامية بجانبها ولذلك لم تتردد أبد في اختيارهم في أي مناسبة أتيح لها فيها الخيار.

 
إن الذي يجب على أعداء الحركة الإسلامية أن يعوه جيدا أن مرحلة الاستئصال والاجتثاث لأصحاب الطرح الإسلامي قد ولت مند زمن بعيد, فالحركة الإسلامية ستمر في طريقها إلى تحقيق غايتها وهي استعادة الخلافة الإسلامية بثلاث مراحل المرحلة الأولى هي مرحلة النشأة والفداء والمرحلة الثانية هي مرحلة البدل والمواجهة والمرحلة الثالثة هي مرحلة التمكين والبناء, ونحن ألان نعيش إرهاصات و مخاض الانتقال من المرحلة الثانية إلى المرحلة الثالثة. 

 
ما قام به العسكر في مصر بمساعدة من الكنيسة الأورثدوكسية والصوفية ومخانيت أخر من المؤلفة جيوبهم, لا يعني الإخوان وحدهم ولا يعني الرئيس محمد مرسي وحده, بل يجب أن يحتل مركز الصدارة عند كل تيارات الحركة الإسلامية,  يجب على أبناء الحركة الإسلامية أن يكونوا في مستوى الحدث والمسؤولية. صحيح الإخوان المسلمين ارتكبوا أخطاء كثيرة وهم في سدة الحكم, ولا شك أن ما حدث سيأخذ بأيديهم نحو الصواب والنقد الايجابي للذات وتقييم حصيلة الاختيارات السياسية المليئة بالأخطاء وإعادة تشييد خطاب سياسي سليم وصحيح وتجاوز الخطاب المليء بالثغرات والذي أفضى إلى هذه الحالة الخطيرة وهذا ما يجب أن يتم بعد عودة الشرعية وعودة الرئيس محمد مرسي إلى منصبه وصلاحياته.

 
لا نريد أن يعدم ويقبر سيد قطب من جديد خصوصا بعدما استبشرنا ببعثه من جديد, وهو ما سيعمل كل أبناء الحركة الإسلامية من خريجي مدرسة الظلال و المعالم وهذا الدين والمستقبل لهذا الدين دون حدوثه مهما كلفهم ذلك من تضحيات.

الاسمبريد إلكترونيرسالة