JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

سلمان العودة ينشر غسيل الأنا وأخواتها

عبد الغني مزوز---


سلمان العودة ظاهرة فريدة في حقل الفكر الإسلامي و التجربة الإسلامية المعاصرة, ربما السمة البارزة في شخصيته هي أنه يرفض أن يكون أسير المذهب والمدرسة أو التيار  , ولذلك فهو دائما ما يكسر الحضور النمطي لشيوخ السلفية في المشهد الإسلامي بتفاعلاته الفكرية والفقهية والسياسية.

هذه الملاحظة قد تفسر ظاهرة الترحال الفكري والقناعاتي التي ينخرط فيها سلمان من حين لأخر, فهو السلفي الصحوي الميال إلى الطرح الصدامي الثوري فيشرفه أن يكون أحد جنود بن لادن , والرافض الناقم على عصرانية محمد الغزالي , وهو كذلك المفكر الذي يغري بطروحاته أساطين الليبرالية ويجعل لعابهم يسيل في عديد من مواقفه وآراءه.
في أقل من عامين تقريبا أصدر سلمان العودة ثلاثة كتب هي لو كنت طيرا وأسئلة الثورة و أخيرا أنا وأخواتها , من عناوينها تكتشف تشعب فكر الرجل واتساع مداركه وامتداد آفاقه ..

هنا يكمن تميز سلمان ..

النأي بالقلم عن العناوين البراقة والمسجعة والمواضيع المطروقة لملايين المرات..القول المبين في الرد على...حقيقة فلان...الرد على فلان...فلان في ميزان الشرع..
انه وهم امتلاك الحقيقة والإمساك بتلابيبها وتوزيعها على الناس بالتقسيط..
انه "ورم" النرجسية وتضخم الأنا الذي تجشم سلمان عناء تشريحه وتشخيصه في عنوانه الأخير : أنا وأخواتها.

أنا وأخواتها وعاء أودعه سلمان عصارة تفكره وتأمله في أعقد وأخطر الظواهر "النفس الإنسانية".
النرجسية وتضخم الأنا أصل كل الأخطاء ومنبع كل الخطايا.

أليست سبب شقاء إبليس "خلقتني من نار وخلقته من طين" الاعتزاز والتمركز حول الأنا "النارية" مقابل الأخر "الطيني".

وخروج ادم من الجنة "هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى" أليس في هذا قمة إرادة ترسيخ الأنا وتوكيدها وتخليدها, رغم الأمر الرباني الصريح والوحيد "ولا تقربا هذه الشجرة".

وهلاك فرعون الذي أعلنها صريحة واضحة بدون مساحيق دبلوماسية " أنا ربكم الأعلى" أنا متفرد عنكم بالربوبية والعلو وأنتم عبيدي وطوع أمري.

وخراب بيت القدافي  الذي تضخمت عنده الأنا المرضية حتى ألغى جميع العوالم والموجودات الأخرى .فلما قامت الدنيا في وجهه صاح " من أنتم ",سؤال يراه القدافي منطقيا لأنه كان يمد بصره فلا يرى إلا نفسه ونفسه فقط .

سلمان العودة قارب هذه الظاهرة على شكل خواطر وحكم وقصص وسبحات فلسفية وتجارب شخصية , تجمع بين الكثافة والاختزال وبين تدفق المعنى ومدرار الفائدة.
ولا مناص لمن يريد أن يسبر أغوار النفس الإنسانية ويجول في سراديبها ويفك بعضا من أحجيتها من الإطلاع على الكتاب وهو متوفر على الانترنت عبر هذا الرابط هنا
الاسمبريد إلكترونيرسالة