JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

الجهاد السيبيري طفرة بعد ركود


عبد الغني مزوز---
من الثابت وباعتراف الجهاديين أنفسهم أن مسار النشاط السيبيري الجهادي ليس بمسار تصاعدي دائما , بل يتخذ شكل خط بياني تعتريه أحيانا فترات هبوط وفتور وأحيانا أخرى فترات تألق وصعود.
في الفترة الأخيرة وخصوصا بعد انطلاق الربيع العربي وهيمنة المواقع الاجتماعية "تويتر وفيسبوك ويوتيوب" كصيغ إعلامية تواصلية فرضت نفسها بقوة على المشهد السياسي والإعلامي العربي تعرض النشاط السيبيري الجهادي لأزمة عاصفة تمثلت أساسا في :

غياب الإصدارات الجهادية النوعية والكبيرة التي اعتادت الأذرع الإعلامية للجماعات الجهادية نشرها على الانترنت لأسباب عدة قد يكون انحسار العمل الجهادي في بعض المناطق احدها أو نقص الكوادر الإعلامية المتخصصة والقادرة على إخراجها ( غياب الإصدارات المرئية الكبيرة لأنصار الإسلام في العراق والقاعدة في المغرب الإسلامي ... ) إضافة إلى توقف بعض المجلات عن الصدور, وانقطاع بث الكلمات المرئية و الصوتية لبعض القادة والرموز بسبب القتل أو الحصار أو الأسر ككلمات أبو يحيى الليبي و عطية الله وأنور العولقي وأسامة بن لادن.

هجرة الكتاب ورواد المنتديات الجهادية إلى مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر وفيسبوك تاركين المنتديات الجهادية التي كانت في وقت من الأوقات بمثابة جامعات افتراضية تخرج جهاديين على مستوى كبير من الكفاءة والعطاء في جميع الأصعدة ,مما حولها إلى مجرد أيقونات جهادية واستايلات فارغة ناهيك عن حملات الغلق والحجب والاختراق التي تتعرض لها من حين لآخر.

تحول جزء من النشاط أو العبء الذي يحمله الجهاديون السيبيريون إلى مؤسسات كبيرة كالفضائيات أو بعض الشيوخ الذين يعملون بشكل علني ويحضون بقدر كبير من الشهرة والوجاهة..وهذا العبء المتمثل أساسا في الرد على الشيعة "الروافض" ونشر فضائحهم وجرائمهم كان يستنزف الجهاديين السيبيريين ويأخذ من أوقاتهم وإمكانياتهم الشيء الكثير .


تراجع الحماس والتأييد لأطروحات الجهاديين الصدامية مع بداية الربيع العربي السلمي قبل أن تعود هذه الأطروحات إلى الصدارة وتطرح كحل لمجموعة من العراقيل التي واجهها قطار الربيع العربي على الطريق.

هذه العوامل وغيرها كان لها الأثر الكبير في هبوط المنحنى البياني للنشاط الإعلامي الجهادي, مما حدا ببعض الشخصيات الجهادية إلى دق ناقوس الخطر , والدعوة إلى تكتيف النشاط السيبيري وتنويعه بما لا يخل بمرتكزاته الأساسية ونقاط قوته , كانت دعوة أبو سعد العاملي  وهو ناشط ومنظر جهادي يحضا بمتابعة وثقة رواد المنتديات الجهادية تصب في هذا الاتجاه , وهي أن تفريغ المنتديات الجهادية والرحيل إلى مواقع التواصل الاجتماعي قد تكون له إلى جانب بعض الايجابيات سلبيات كثيرة , أهمها أن النشاط في هذه المواقع الاجتماعية يشتت العمل والمجهود ويجعل الجهاديين يعملون في بيئة لا يتحكمون فيها ويجعل حساباتهم دائما عرضة للحذف , إضافة إلى سلبيات أخرى ذكرها في سياق مقالته المطولة والمنشورة مؤخرا والتي نبه فيها إلى ضرورة العودة إلى المنتديات الجهادية والالتفاف حولها ودعمها بكل السبل المتاحة.

دعوة أبو سعد العاملي ربما لقت صدى ايجابيا لدى الجهاديين , فقد ازدادت وتيرة النشاط  في المنتديات الجهادية مؤخرا من حيث المشاركات والردود ونشاط بعض الكتاب والمؤسسات الإعلامية .
المرحلة المقبلة بالتأكيد ستشهد طفرة كبيرة على صعيد النشاط السيبيري الجهادي , فقد عادت بعض المجلات إلى الصدور من جديد , كمجلة صدى الجهاد كما صدر العدد العاشر من مجلة الهام الانجليزية رغم استهداف طاقمها وأسرة تحريرها , ونشطت حركة الترجمة والرفع بشكل ملحوظ  وبدأت إصدارات بعض الجماعات الجهادية تأخذ مكان الإصدارات الغائبة, كإصدارات جبهة النصرة والتنظيمات الناشطة في شمال مالي وسيناء وقطاع غزة. كما بدأت سمعة بعض الكتاب في الانتشار والتوسع مشكلة بديلا متميزا لغياب بعض الكتاب الكبار كالناشط الذي يكتب تحت اسم غريب الإخوان والاستراتيجي الكبير عبد الله ابن محمد.
دون أن ننسى أن نلفت الانتباه إلى ظهور صيغة إعلامية جديدة احترافية ومتميزة وهي صياغة الأخبار والمواد الجهادية على شكل أخبار وتقارير وقصص إخبارية تستجيب لكل المعايير المتعارف عليها مهنيا من حيث احترام القواعد العلمية لصياغة الأخبار والتقارير الصحفية ( الهرم المقلوب , الهرم المعتدل , الخبر القصير , القصة الخلفية , التحقيق الاستقصائي , التحليل الإخباري ) إلى غيرها من الأشكال والأجناس الصحفية , وهو ما تقوم به وكالة الأنباء الإسلامية حق , وقد قدمت دورات تكوينية في هذا الصدد , هذه النقلة النوعية في الإعلام الجهادي شدت الكثير من المهتمين والمتابعين للشأن الجهادي وباتت مدونة الوكالة من بين المواقع الأكثر زيارة وهو ما يفسر إغلاق حسابها على الفيسبوك مرتين وإغلاق صفحة أحد محلليها على تويتر , وأخيرا إغلاق مدونتها على الوورد بريس, وقد أعلنت الوكالة مؤخرا أن عدد زوار مدونتها تخطى عتبة المليون زائر.

أعتقد أن الأيام المقبلة ستشهد طفرة ونشاطا سيبيريا كبيرا من لدن الجهاديين فصعود الإسلاميين في سوريا, وحربهم المستعرة في مالي , وتطورات الربيع العراقي والوضع في اليمن كلها تطورات في صالح الحركة الجهادية العالمية ودعمها إعلاميا ولوجستيا وتعزيز الحضور الجهادي فيها مما يجيده الجهاديون السيبيريون دون منازع.




الاسمبريد إلكترونيرسالة