JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

الحرب على الإرهاب هستيريا تعود من جديد


عبد الغني مزوز---
كانت السمة التي طبعت المناخ الأمني والسياسي العالمي خلال العقد الماضي هي هاجس الحرب على الإرهاب ,حدث هذا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ومنح الولايات المتحدة الأمريكية لنفسها الحق الحصري في تعريف الإرهاب وتصنيف الإرهابيين وتقرير متى وأين وكيف ستتم محاربتهم. 

نجحت أمريكا في حشد جيوش العالم كلها بما فيها جيوش "المقاومة والممانعة  وحماة الديار"  خلف عقيدتها القتالية الجديدة التي اختصرها البروتستانتي الانجيلي المتعصب جورج بوش في عبارتين هما "إما معنا وإما مع الإرهاب " و عبارته الشهيرة " هذه حرب صليبية على الإرهاب".
في المقابل حسم أسامة بن لادن المعني بالحرب و الثائر القادم من الجزيرة خياراته ورسم لأنصاره الخطوط العريضة للعقيدة القتالية التي ستمكنهم من دحر التحالف "الصليبي ضد أمته" وقال في عبارتين :" لن نوقف الغارات حتى عن مرابعنا تزول" وقال في مناسبة أخرى :" لن تحلم أمريكا بالأمن حتى نعيشه واقعا في فلسطين."

نشبت الحرب بين المعسكرين واستطاع "الإرهابيون" في كل خطوط التماس بينهم وبين المعسكر الآخر في عديد من بقع العالم أن يقصموا ظهر خصومهم في ملاحم أسطورية انتهت بانهيار التحالف الغربي وخروجه من العراق و إنهاكه في أفغانستان واستنزافه اقتصاديا وماليا  على امتداد الكرة الأرضية . مما أدخله في دوامة أزمة اقتصادية خانقة عصفت باستقراره الاقتصادي والسياسي.
بعد الأزمة الاقتصادية وانتخاب أوباما رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية انحسرت وخفت هستيريا الحرب على الإرهاب, ليضيق أوباما دائرة المعنيين بالمحاربة والتصفية إلى عناصر القاعدة فقط.
بعد اندلاع الثورة العربية الكبرى وصعود الإسلاميين وتسيدهم للمشهد السياسي في عدد من الأقطار العربية وتحول من كانوا يوصمون بالإرهاب إلى فاعلين ثوريين لهم تقلهم ووجاهتهم في سياق تحول الربيع العربي إلى ربيع جهادي بامتياز,تراجع مسمى الحرب على الإرهاب إلى أن كاد أن يختفي .

لكن في الشهور الأخيرة تناسلت  مؤشرات كثيرة تؤكد أن هستيريا الحرب على الإرهاب ستعود من جديد لتطغى على المناخ الأمني والسياسي الدولي . وسيعود الطرفان من جديد إلى جولة جديدة من النزال بكل تأكيد ستكون الأخيرة وستحسم الصراع بينهما. ومن بين هذه المؤشرات:
•    إدراج جبهة النصرة السورية في لائحة المنظمات الإرهابية مما يعني الدخول في مواجهة مباشرة مع فصائل الثورة السورية على اعتبار أنها كلها مؤيدة لجبهة النصرة وبالتالي فتح جبهة في الشام بين الغرب والتيار الجهادي .
•    بعد حادثة الهجوم على السفارة الأمريكية في بنغازي , استعدت أمريكا طائراتها بدون طيار إلى الأجواء الليبية بعد اتهام فصيل ثوري ليبي بارز بالإرهاب وبالتورط في الهجوم على السفارة وبالتالي وصم قطاع عريض من الثوار في ليبيا بالإرهاب بما يعني ذلك من الدخول في مواجهة معهم.
•    قيام عملاء فيدراليين أمريكيين باستجواب شاب في تونس لضلوعه في حادثة السفارة في ليبيا حسب بعض التقارير الموثوقة.وهذا يعني أن الحكومات الثورية هي الأخرى قد تكون حكومات فاعلة إلى جانب الولايات المتحدة في جولة النزال الجديدة والمرتقبة بين الغرب والتيار الجهادي.
•    قيام فرنسا بالهجوم على الصومال وتدخلها المباشر في مالي بدريعة محاربة الجماعات الإرهابية وقيام الحكومات الثورية و الإسلامية في تونس والمغرب وليبيا بمساندتها ,وتكفل بعض الدول الخليجية بمصاريف الحرب , وهو ما يعزز الفرضية السابقة.
•    تعيين جون برينان مهندس القتل عن بعد على رأس جهاز الاستخبارات المركزي السي أي أيه , وبالتالي الاستعداد لمرحلة جديدة من الحرب يكون فيها القتل عن بعد بواسطة الطائرات بدون طيار التكتيك الرئيسي.

لا أعتقد أن الغرب سيحقق شيئا في الجولة المقبلة لأن التيار الجهادي نجح في كسب معركة القلوب والعقول . وباتت الشعوب العربية والإسلامية تدرك من هو عدوها الرئيسي.الذي يبيت الشر والكيد لها ولثوراتها وثرواتها ومقدساتها, ولا أدل على ذلك من موجة الهجوم على السفارات الأمريكية في العام الماضي. وخروج الجماهير العربية وهي ترفع أعلام القاعدة وصور رمزها الراحل أسامة بن لادن.
الاسمبريد إلكترونيرسالة